الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (259): {يُحْيِي} {آيَةً} (259)- واذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ مَثَلاً مِنْ الأمْثَالِ البَالِغَةِ الغَرَابَةِ، وَهُوَ مَثَلُ الرَّجُلِ الذِي مَرَّ عَلَى قَرْيةٍ خَالِيَةٍ مِنْ سُكَّانِهَا (وَقِيلَ هِيَ بَيْتُ المَقْدِسِ بَعْدَ أَنْ خَرَّبَها بَخْتَنَصَّرُ) وَقَدْ خَرِبَتْ وَسَقَطَتْ سُقُوفُها عَلَى عَرْصَاتِها، فَأَخَذ يَتَفَكَّرُ فِيمَا آلَ إليهِ حَالُها، وَقَدْ كَانَتْ عَامِرَةً فِيمَا سَلَفَ مِنَ الأَزْمَانِ، وَسَأَلَ نَفْسَهُ كَيْفَ (أَنَّى) يَسْتَطِيعُ اللهُ أنْ يُحْيِيَ هَذِهِ القَرْيَةَ، وَيُعِيدَها إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيهِ مِنْ عُمْرانٍ وَسُكْانٍ. فَأَمَاتَهُ اللهُ تَعَالَى مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ، وَقَدْ عَمَرَتِ المَدِينَةُ، وَتَكَامَلَ سَاكِنُوهَا. وَسَألَهُ اللهُ تَعَالَى كَمْ لَبِثْتَ؟ قَالَ: يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ. فَانْظُرْ إِلَى مَا كَانَ مَعَكَ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَفَاكِهَةٍ لَمْ يَتَعَطَّلْ مِنْهُ شَيءٌ وَلَمْ يَفْسُدْ. وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ الذِي نَخِرَتْ عِظَامُهُ، وَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، كَيْفَ يُحيِيهِ اللهُ، وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَيهِ، وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً عَلَى قُدْرَتِنا عَلَى بَعْثِ العِبَادِ يَوْمَ المَعَادِ، وَنُزِيلَ بِذَلِكََ تَعَجُّبَكَ، وَنُرِيَكَ آيَاتِنا فِي نَفْسِكَ وَطَعَامِكَ وَشَرَابِكَ. وَانْظُرْ إلى عِظَامِ الحِمَارِ كَيْفَ نَرْفَعُها (نُنْشِزُها) فَيَرْكَبُ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ، ثُمَّ نَكْسُو العِظَامَ لَحْماً. وَالقَادِرُ عَلَى أنْ يَكْسُوَ هَذِهِ العِظَامَ لَحْماً، وَيَمُدَّهَا بِالحَيَاةِ، وَيَجْعَلَها أَصْلاً لِجِسْمٍ حَيٍّ، قَادِرٌ عَلَى أنْ يُحيِيَ هَذِهِ القَرْيَةَ. فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ ذَلِكَ بِعَينِهِ قَالَ: إِنَّنِي أَعْلَمُ بِأنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، وَقَدْ رَأيْتُ ذَلِكَ بِعَيْنِي. خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا- سَاقِطَةٌ عَلَى سُقُوفِها التِي سَقَطَتْ. أنَّى يُحْيِي- كَيْفَ أوْ مَتَى يُحْيِي. لَمْ يَتَسَنَّهْ- لَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ عَلَيهِ. نُنْشِزُهَا- نَرْفَعُهَا مِنَ الأَرْضِ لنُؤلِّفَهَا. .تفسير الآية رقم (260): {إِبْرَاهِيمُ} {تُحْيِي} {لِّيَطْمَئِنَّ} (260)- وَاذكُرْ إِذْ سَأَل إبراهِيمُ رَبَّهُ أنْ يُرِيَهُ كَيفَ يُحْيي المَوْتَى لِيَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ، فَسَأَلَهُ رَبُّهُ أوَ لَمْ تُؤْمِنْ بِي وَأنِّي قَادِرٌ عَلَى الإِحْيَاءِ كَيفَ أشَاءُ حَتَّى تَسْألَنِي إِرَاءَتَكَ إِيَّاهُ؟ قَالَ: بَلَى إِنّي مُؤْمِنٌ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّنِي أرِيدُ زِيَادةً فِي اليقِينِ... فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: خُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَاذْبَحْهُنَّ وَقَطِّعْهُنَّ وَاخْلُطْ بَعْضَهُنَّ بِبَعْضٍ، ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزءاً. ثُمَّ أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِأنْ يَدْعُوَهُنَّ، فَدَعَاهُنَّ، فَأخَذَ يَنْظُرُ إلى الرِّيشِ يَطِيرُ إلى الرِّيشِ، وَالدَّمِ إِلَى الدَّمِ، وَاللَّحْمِ إِلَى اللَّحْمِ، وَالأجْزَاءِ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ يَتَّصِلُ بَعْضُهَا بِبَعْضً، حَتَّى تَكَامَلَ كُلُّ طَائِرٍ عَلَى حِدَتِهِ، وَأتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْياً لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي الرُّؤْيةِ التِي سَألَها. ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى لإِبْرَاهِيمَ: اعْلَمْ يَا إبراهيمُ أنَّ اللهَ عَزِيزٌ لا يَغْلِبُهُ أَحَدٌ، وَلا يَمْتَنِعُ عَلَيهِ شَيءٌ، لأَنَّهُ القَاهِرُ لِكُلِّ شَيءٍ، الحَكِيمُ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدَرِهِ. فَصُرْهُنَّ- اجْمَعْهُنَّ إِليَكَ وَقَطِّعْهُنَّ. .تفسير الآية رقم (261): {أَمْوَالَهُمْ} {يُضَاعِفُ} {وَاسِعٌ} (261)- يَحُثُّ اللهُ المُؤْمِنِينَ عَلَى إِنْفَاقِ أمْوالِهِمْ فِي سَبيلِ اللهِ، وَابْتِغاءِ مَرْضَاتِهِ (فِي الحَجِّ وفِي الجِهَادِ وَفِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ) وَيَضْرِبُ لَهُمُ الزَّرْعَ مَثَلاً عَلَى تَنْمِيَتِهِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الأعْمَالَ الصَّالِحَةَ لأِصْحَابِها، فَكَمَا يَنْمُو الزَّرْعُ لِمَنْ بَذَرَهُ، كَذَلِكَ يَتَضَاعَفُ العَمَلُ الصَّالِحُ عَنْدَ اللهِ، وَاللهُ يُضَاعِفُ الأجْرَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، فَيَزِيدُهُ زِيَادَةً لا حَصْرَ لَهَا بِحَسَبِ إخْلاصِ العَبْدِ فِي عَمَلِهِ، وَاللهُ وَاسِعُ الفَضْلِ لا يَنْحَصِرُ فَضْلُهُ، وَلا يُحَدُّ عَطَاؤُهُ، وَهُوَ عَلِيمٌ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ هَذِهِ المُضَاعَفَةَ وَبِمَنْ لا يَسْتَحِقُّهَا. .تفسير الآية رقم (262): {أَمْوَالَهُمْ} (262)- يَمْدَحُ الله تَعَالَى الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبيلِ اللهِ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ إِنْفَاقَهُم مَنّاً عَلَى النَّاسِ بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ، وَلا يَفْعَلُونَ مَعَ مَنْ أَحْسَنُوا إِلَيْهِمْ مَكْرُوهاً أَوْ أَذًى يُحْبِطُونَ بِهِ مَا أَسْلَفُوهُ مِنَ الإِحْسَانِ، فَهَؤلاءِ ثَوَابُهُمْ عَلَى اللهِ لا عَلَى أَحَدٍ سِوَاهُ، وَلا خَوْفٌ عَلَيهِمْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ أهْوالِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَلا يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ فِي الدُّنْيا مِنَ الأوِلادِ وَالأمْوالِ، وَلا عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنَ الحَيَاةِ وَزِينَتِها، لأَنَّهُمْ صَارُوا إلى خَيْرٍ مِمَّا كَانُوا فِيهِ. مَنًّا- عَدّاً للإِحْسَانِ وَإِظْهَاراً لَهُ. أذىً- تَطَاوُلاً وَتَفَاخُراً بِالإِنْفَاقِ أوْ تَبَرُّماً بِهِ. .تفسير الآية رقم (263): (263)- كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ، وَرَدٌّ جَميلٌ عَلَى سَائِلٍ، وَدُعَاءٌ لِمُسْلِمٍ، وَعَفْوٌ وَمَغْفِرَةٌ عَنْ ظُلْمٍ لَحِقَ بِالمُؤْمِنِ، خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يُتبعُها الإِنْسَانُ بِإيذاءِ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيهِ، وَاللهُ غَنِيٌّ عَنْ خَلْقِهِ، حَليمٌ يَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَيَصْفَحُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ. .تفسير الآية رقم (264): {ياأيها} {آمَنُواْ} {صَدَقَاتِكُم} {الكافرين} {الآخر} (264)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بأنَّ المَنَّ وَالأَذَى يُبْطِلانِ الفَائِدَةَ المَقْصُودَةَ مِنْ إِعْطَاءِ الصَّدَقَاتِ، كَمَا يُبْطِلُها إِعْطَاءُ الصَّدَقَةِ للتَّبَاهِي وَالمُرَاءَاةِ أمَامَ النَّاسِ بِها، كَمَنْ يَتَصَدَّقُ مُتَظَاهِراً بِأَنَّهُ يُرِيدُ وَجَهَ اللهِ، وَتَخْفِيفَ بُؤْسِ المُحْتَاجِينَ. وَهُوَ إِنَّمَا يُرِيدُ مَدْحَ النَّاسِ، وَالاشْتِهَارَ بَيْنَهُمْ بِأَنَّهُ مِنَ المُحْسِنِينَ. وَهؤُلاءِ المُرَاؤُونَ مَثَلُ أَعْمَالِهم مَثَلُ تُرابٍ عَلَى حَجَرٍ أَمْلَسَ، فَهَطَلَ مَطَرٌ فَغَسَلَ الحَجَرَ، وَلَمْ يَتْرُكْ عَلَيهِ شَيئاً مِنْ ذلِكَ التُرابِ، وَأَصْبَحَ الحَجَرُ صَلْداً لا تُرَابَ عَلَيهِ. وَكَذَلِكَ يَذْهَبُ عَمَلَ المُرائِينَ وَلا يَبْقَى مِنْهُ شَيءٌ، فَلا يَنْتَفِعُونَ بِشَيءٍ مِنْ عَمَلِهِمْ عِنْدَ اللهِ، وَإنَ ظَهَرَ أنَّ لَهُم أعْمَالاً حَسَنَةً، وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ المُنَافِقينَ المُرَائِينَ، إلى الخَيْرِ والرَّشَادِ. رِئَاءَ النَّاسِ- مُرَاءَاةً لَهُمْ وَطَلَباً لِلسُّمْعَةِ عِنْدَ النَّاسِ. صَفْوانٍ- حَجَرٍ أَمْلَسَ. وَابِلٌ- مَطَرٌ شَدِيدٌ عَظيمُ القَطْرِ. صَلْداً- أَجْرَدَ نَقْيّاً مِنَ التُّرابِ. .تفسير الآية رقم (265): {أَمْوَالَهُمُ} {مَرْضَاتِ} {فَآتَتْ} (265)- أمّا المُؤْمِنُونَ الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم طَلَباً لِمَرْضَاةِ اللهِ عَنْهُمْ، وَهُمْ مُتَحَقِّقُونَ مِنْ أَنَّ الله سَيَجْزِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ، فَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ بُسْتَانٍ (جَنَّةٍ) بِرَبْوَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَنِ الأَرْضِ، فَأَصَابَهَا مَطَرٌ شَدِيدٌ (وَابِلٌ)، فَأَثْمَرَتْ ضِعْفَيْنِ مِمَّا أَثْمَرَتْهُ غَيْرُها مِنَ الجِنَانِ (أَوْ ضِعْفَينِ مِمَّا كَانَتَ تُثْمِرُهُ قَبْلاً) فَإنْ لَمْ يُصِبْهَا المَطَرُ الشَّدِيدُ، أصَابَهَا مَطَرٌ خَفِيفٌ يَكْفِيها لِجَوْدَةِ تُرْبَتِها، وَحُسْنِ مَوْقِعِها، فَهِي لا تُمْحِلُ أَبَداً. وَكَذَلِكَ عَمَلُ المُؤْمِنِ لا يَبُورُ أبداً، بَلْ يَتَقَبَّلُهُ اللهُ وَيُكَثِّرَهُ وَيُنَمِّيهِ. (وَقَدْ يَكُونُ المَعْنَى هُوَ: وَكَذَلِكَ الإِنْسَانُ الجَوَادُ البَرُّ إنْ أصَابَهُ خَيْرٌ كَثيرٌ أَغْدَقَ وَوَسَّعَ فِي الإِنْفَاقِ، وَإنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ قَليلٌ أَنْفَقَ بِقَدَرِهِ، فَخَيْرُهُ دَائِمٌ، وَبِرُّهُ لا يَنْقَطِعُ). وَاللهُ لا يَخْفَى عَلَيهِ شَيْءٌ مِنْ أعْمَالِ العِبَادِ. الجَنَّةُ- البُسْتَانُ. الوَابِلُ- المَطَرُ الشَّدِيدُ. الطَّلُ- المَطَرُ الخَفِيفُ. الأُكُلُ- مَا تُعْطِيهِ الشَّجَرَةُ مِنْ ثِمَارٍ. تَثْبِيتاً- تَصْدِيقاً وَيَقِيناً بِثَوابِ الإِنْفَاقِ. .تفسير الآية رقم (266): {الأنهار} {الثمرات} {الآيات} (266)- ضَرَبَ اللهُ فِي هَذهِ الآيةِ مَثلاً لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ، ثُمَّ بَعَثَ اللهُ إليهِ الشَّيْطَانَ فَعَمِلَ بِالمَعَاصِي حَتَّى أغْرَقَ أَعْمَالَهُ الصَّالِحَةَ وَأَبْطَلَهَا، وَاحْتَاجَ يَوْمَ القِيَامَةِ إلى شَيءٍ مِنْ عَمَلِهِ الصَّالِحِ فَلَمْ يَحْصَلْ مِنْهُ عَلَى شَيءٍ، لأَنَّهُ هَلَكَ وَبَطَلَ، وَعَزَّ عَليهِ وَهُوَ أشَدُّ مَا يَكُونُ احْتِياجاً إليهِ. فَمَثَلُ هذا الرَّجُلِ مَثَلُ إِنسَانٍ غَرَسَ بُسْتاناً فِي شَبِيبَتِهِ، وَأَجْرَى فِيهِ الأَنْهَارَ، فَكَبُرَتِ الأشْجَارُ وأثْمَرتْ، فَلَمَّا بَلَغَهُ الكِبَرُ كَانَ البُسْتَانُ فِي أفْضَلِ حَالاتِهِ، وَكَانَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ صِغَارٌ لا يَقٌوونَ عَلَى القِيَامِ بِعَمَلِ البُسْتَانَ، فَأرْسَلَ اللهُ إليهِ رِيحاً شدِيدةً (إعْصَارٌ) فِيهَا نَارٌ أَحْرَقَتِ البُسْتَانَ، فَلَمْ يَكُنْ في الرَّجِلِ قُوَّةٌ لِيُعيدَ غَرْسَ البُسْتَانِ بِالأشْجَارِ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ذُرِّيَّةٌ قَادِرَةٌ عَلَى أنْ تَعُودَ عَليهِ بِالخَيْرِ. وَكَذَلِكَ حَالُ مِنْ يَفْعَلُ الخَيْرَ وَيَبْذُلُ المَالَ، ثُمَّ يُحْبِطُ عَمَلَهُ بِالرِّياءِ أوِ المَنِّ وَالأذَى. وَاللهُ يَسُوقُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ، لَعَلَّهُمْ يَتَّعِظُونَ، وَيَفْهَمُونَ الأمْثَالَ وَالمَعَانِيَ وَيُنْزِلُونَها مَنْزِلَها. إعْصَارٌ- رِيحٌ عَاصِفَةٌ. فِيهِ نَارٌ- سَمُومٌ شَدِيدٌ أَوْ صَاعِقَةٌ. .تفسير الآية رقم (267): {ياأيها} {آمنوا} {طَيِّبَاتِ} {بِآخِذِيهِ} (267)- يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنينَ بِالإِنْفَاقِ مِنْ أَطْيَبِ المَالِ وَأَجْوَدِهِ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّصَدُّقِ بِأرْذَلِ المَالِ وَأخَسِّهِ. لأنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاّ طَيِّباً. وَيَقُولُ لَهُمْ لا تَقْصُدُوا المَالَ الخَبِيثَ لِتُنْفِقُوا مِنْهُ، وَهَذا المَالُ الخَبِيثُ لَو أنَّهُ أُعْطِيَ إِلَيْكُمْ لَمَا أخَذْتُمُوهُ، إِلا عَنْ إِغْمَاضٍ وَحَيَاءٍ. وَلْيَعْلَمِ المُؤْمِنُونَ أنَّ اللهَ وَإِنْ أمَرَهُمْ بِالصَّدَقَاتِ فَإِنَّهُ غَنِيٌّ عَنْهُمْ وَعَنْ صَدَقَاتِهِمْ، وَهُوَ إنمَّا يَحُثُّهُمْ عَلَى التَّصَدُّقِ وَالإِنْفَاقِ لِيسَاوِيَ بَيْنَ الغَنِيِّ وَالفَقِيرِ، وَاللهُ حَمِيدٌ فِي جَميعِ أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدرِهِ (وَيُرْوى أنَّ السَّبَبَ فِي نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ هُوَ أنَّ بَعْضَ المُسِلِمينَ كَانُوا يَأْتُونَ بِصَدَقَتِهِمْ مِنْ رَدِيء التَّمْرِ). لا تَيَمَّمُوا- لا تَقْصُدُوا. لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ- لا تَأخُذُونَهُ لَوْ أَنَّهُ أعْطِيَ إِلَيكُمْ. إلاّ أنْ تُغْمِضُوا فِيهِ- إِلاّ عَنْ إغْمَاضٍ وَاسْتِحْيَاءٍ وَتَسَاهُلٍ. الخَبيثَ- المَالَ الرَّدِيءَ.
|